المحامي راني صادر: أُربّي أولادي على الأسُس المسيحيّة

المحامي راني صادر المحامي راني صادر | مصدر الصورة: راني صادر

يُمثّل المحامي راني صادر الجيل الخامس لواحدة من أعرق الشركات القانونية في لبنان، ويشغل مراكز عدّة منها منصب الأمين العام للاتّحاد العربيّ لتسهيل التجارة وإدارة المخاطر. يتمتّع بخبرة واسعة في مجال حقوق الملكيّة الفكريّة وحماية العلامات التجاريّة والتكنولوجيا الجديدة، ويُعدّ أيضًا من روّاد الابتكار القانونيّ في عالمنا العربيّ. يُطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ النابض بالإيمان المسيحيّ والاتّكال على الله والرجاء والعطاء غير المشروط.

يَنطلِقُ راني: «لا تقتصر حياة المسيحيّ على الذهاب إلى الكنيسة أيّام الآحاد والأعياد أو على ممارسة الصوم. أن أكون مسيحيًّا يعني أن أكون إنسانًا حقيقيًّا، أحيا العمل الصالح وأترجمه في مساعدة أشخاص لا أعرفهم، أكثر من الذين أعرفهم، وبهذه الطريقة أبلغ فرح العطاء الحقيقيّ وأعيش إنسانيّتي ومسيحيّتي».

ويردِفُ: «ألمس حضور الله أوّلًا في الأشخاص الذين ألتقي بهم، فالله موجود في قلوب جميع الناس وعقولهم. تعلّمتُ ألّا أحكُمَ على أحد من اللقاء الأوّل مهما كان غاضبًا، فلكلّ إنسان ظروفه، وكلٌّ منّا يمرّ في أوقات صعبة تُخرِج منه ما لا يعكس حقيقته. كما أُحسّ بصلة تواصل بيني وبين الله من خلال ملاكي الحارس الذي يجب أن أصغي إليه بانتباه، إذ يبعث لي الله بواسطته رسائل تصلني، في أوقات كثيرة، عبر أشخاص ألتقي بهم ولا يكون ذلك أبدًا من باب المُصادفة».

المحامي راني صادر. مصدر الصورة: راني صادر
المحامي راني صادر. مصدر الصورة: راني صادر

«قلّة الصبر»

ويكشِفُ: «في الكتاب المقدّس، هناك كثير من الأمثال التي يمكننا نحن، رجال الأعمال، أن نستقي منها، أذكُر منها مَثَل الوزنات (متّى 25: 14-30). فحين أواجه صعوبات، أتذكر أنّه عندما نستثمر الوزنات التي أُعطِيَت لنا، يجب أن نعمل بها بمخافة الله وألّا نُخبّئ ما نصنعه، لأنَّنا رأينا ماذا حلّ بالأجير الذي خبّأ وزنته».

ويُضيفُ: «مطلوبٌ منّا أيضًا التسلّح بنعمة الانتظار إلى أن يحين وقتُ الحصاد. لكن ما يحصل في الآونة الأخيرة هو أنّ جميع الناس باتوا قليلي الصبر، يريدون أن يحصدوا بسرعة، قبل حلول الوقت المناسب لبلوغ غايتهم المنشودة، وهذا الواقع يؤدّي إلى مشكلاتٍ على مستوى الأعمال في العالم أجمع».

«كلّ شيء سوف يَعبُر»

ويُخبِرُ: «في وقت الصعاب، أتذكّر أمرًا، هو حين توجّه إمبراطورٌ إلى أحد الفلاسفة، قائلًا: أَثْبِتْ لي أنّك فيلسوفٌ بإعطائي جملةً تُفرحني وتُحزنني في الوقت نفسه. وبعدها، رَجِعَ الفيلسوف وقال له: "وجدتُ الجملة، وهي: كلّ شيء سوف يَعْبُر". والعبرة هي أنّه عندما تفرح، افرح كثيرًا لأنّ هذا الوقت سيمرّ، وكذلك عندما تحزن، ثِق في أنّ وراء حُزنك رجاء وأنّ الحزن سيزول قريبًا».

ويُواصِل حديثه: «هكذا أفكّر وسط الصعاب، انطلاقًا من إيماني المسيحيّ، مسلّمًا أمري لله، فنحن أبناء الرجاء. حين كنتُ أصغر سنًّا، كنتُ أحزن إذا خسرتُ مشروعًا ما، أمّا اليوم فقد بَلَغتُ الوعي الكافي لأشكر ربّي لأنّه قد خلّصني من مشروعٍ كان سيسبّب لي المشكلات. والمهمّ في حياتنا هو أن نفكّر بما سنخسره أكثر ممّا سنربحه، وكلّ شدّةٍ ستزول، والعالم سيصبح أفضل».

المحامي راني صادر. مصدر الصورة: راني صادر
المحامي راني صادر. مصدر الصورة: راني صادر

فعل صلاة وشكر

ويؤكّدُ: «أشكر الله على النِّعم الأساسيّة؛ أوّلًا لأنّ عائلتي بخير، ولأنّي ما زلتُ قادرًا على الاهتمام بها، ولأنّ جميع من أحبّهم ما زالوا معي. كما أشكره على نعمة المأكل والمشرب، ولأنّي ما زلتُ أستطيع أن أبصر وأتنفّس». ويُتابِع: «أسعى إلى تربية أولادي على النهج عينه الذي ترعرعتُ عليه، وهو أن يكونوا مسيحيّين بحقّ؛ فجدّي كان من مؤسّسي الرابطة المارونيّة. وأُعلّمهم أهمّيّة احترام العامل البسيط والمتواضع، فما من شيء أجمل من أن نُقدّره بقولنا له: "الله معك ويعطيك العافية"».

ويَختم: «أصلّي باستمرار لكي يظلّ أولادي سائرين على هذه الأسس المسيحيّة المفعمة بالرجاء والاتّكال على الله».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته